زاد فانقلب لضده ...
الشيئ اذا زاد عن حده انقلب ضده مهما كان جميلا ومهما كانت اهدافه نبيلة .
فاذا كنا نعتبر العصبية الشديدة عيبا يجب ان يتخلص صاحبه منه فالهدوء الشديد
الذي يزيد عن الحد ينقلب الى ضده ينقلب الى ((برود)) او جمود.
فالمتفق عليه ان الهدوء يعطي رزانة وسكينة لصاحبه وبالتالي او من المفترض البعد عن الغضب والثورة والانفعال الزائد .
ولكن في بعض الاحيان يزيد الهدوء حتى بنقلب الى ((برود))ولا مبالاة بمشاعر وعواطف الآخرين
بل قد ينقلب الى عدم احساس .
فلأننا بشر فمن المفترض ان نكون عبارة عن كتلة حية من المشاعر والاحاسيس والانفعالات فنشعر ونتألم
ونغضب ونفرح ونحزن ونبكي ونضحك ونغير ونعاتب ونداعب وننكت ونفكر ونتناقش ولنا رأي
فكل هذا الخليط يمتزج ليجعل منا كيانا خاصا ومختلفا عن الآخرين.
يشكل شخصية الفرد الذي يعيش ويتعامل بها.
اما(( البرود ))او الهدوء الزائد عن حده فيلغي كل هذه الصفات اي يلغي الطبيعة الانسانية .
اما اذا الغينا كل هذه الانفعالات فاننا نلغي الاحساس بالانسان
وكأننا نجالس قطعة من الحجر لا تحس ولا تشعر ولا تنفعل ليس لها طعم ولا رائحة
فلا نحس بوجودها لاتها في هذه الحالة تكون منعزلة تماما .
فالنجاح في الحياة يأتي من التعايش والتجانس مع المجتمع ومع من حولك .
ونقدر ان نقول ان ((العلاقات العامة)) الحياتية الناجحة يتوقف عليها اساس النجاح
والتعامل مع الناس والمجتمع فالنجاح في الحياة عموما لا يأتي بالعزلة والجمود
ولا يأتي بشدة الذكاء فقط ولا بالجهد الزائد عن الحد الذي يبذل في العمل وفي سبيل الرزق
ولكنه يتوقف على التوفيق في المعاملة وفي اجتذابهم اليك مع عدم نفورهم او ضيقهم منك ومن وجودك
او تحاشيهم لك حتى تستطيع ان تغنم منهم وتكسب ودهم وتجتنب لسانهم وشرورهم وأن تتلاشى عيوبهم .
وفي النهاية
فالهدوء الشديد يزيد فيتقلب الى ((برود))
والانفعال الشديد ينقلب الى ((ثورة وتهور))
والغيرة الزائدة تنقلب الى ((اختناق))
والحب الزائد ينقلب الى ((تملك))
والحساسية المفرطة تنقلب فتؤذي صاحبها وكلنا نعلم هذا ولكننا لا نستطيع ان نتحكم في انفعالاتنا واحاسيسنا
ولكن يجب ان نعتدل في انفعالنا حتى نتوازن ونتعايش بنجاح مع المجتمع والناس
وحتى لا تزيد وتنقلب الى ضدها
V
V
اخوكم
*
*
عازف الاحزان